الشيخ المهدي لـ"الشموع" : انتقد تجاهل إعلام الحزب الحاكم والرسمي لملتقى السلفيين .. المشاكل الجنوبية ودعوات الانفصال تدار من الخارج ونحن ضدها والدولة تتحمل جزء من الأخـطاء
الإثنين , 15 يونيو 2009
إن الرافضة التي ينكرون وجودهم في اليمن يمثلهم أحد أسرة هذه الصحيفة وهو أسعد الوزير وقد التقيت به في الحج في الموسم الماضي وسلمت عليه وهو ضمن البعثة الإيرانية.
حوار : عدنان القحطاني
عقب الملتقى العام الذي دعت اليه جمعية الحكمة اليمانية في العاصمة صنعاء، تداعت بعض الصحف وهاجمت بيانه الختامي واتهمت القائمين عليه باثارة فتنة طائفية بين الزيدية والسنة، كما اشارت الى ان هذا الملتقى يعد اللبنة الاولى لتشكيل حزب سياسي سلفي في اليمن برعاية ودعم السلطة وكون الشيخ محمد المهدي احد ابرز القيادات السلفية فقد توجهنا اليه بحزمة من الاسئلة الجريئة التي تفتش في سماء الوطنالملبدة بغيوم الفوضى والحيرة عل مزناً يمر فتستطب به النفوس المتعطشة للأمن والسكينة.
لن اطيل عليكم كثيراً فالحوار شيقاً ويستدعي الغوص في أعماقه.
> بداية ما هي النتائج التي خرج بها الملتقى السلفي العام؟
>>الشيخ المهدي: كانت النتائج واضحة من خلال البيان الختامي من الدعوة إلى تحكيم الكتاب والسنة، والدعوة إلى ترسيخ اتحاد شطري اليمن، والرفض التام لدعوات الانفصال، والدعوة إلى الوقوف صفاً واحداً أمام التدخل الخارجي الأجنبي، ومواجهة الخطر الرافضي الاثنا عشري، ومطالبة الدولة بخطة عاجلة للإصلاحات الشاملة في القضاء والسلطات المحلية وغيرها. وهي نتائج واقعية وليس فيه مبالغات ولا تهويلات نتعمد من خلالها إثارة الناس واستغلال سخطهم بمكايدات حزبية وسياسية..بل جاءت واضحة ومنصفة ولم أقرأ إلى الآن من انتقد فقراته لما فيه بحمد الله تعالى من الإنصاف وملامسة الواقع.إذا ما حذفنا ببعض المماحكات الحزبية والطائفية من بعض الناقدين أو المتأثرين بالغرب في الحرب على السلفيين.
> الملتقى كان قد وقف أمام ألازمة الراهنة وإيجاد الحلول الشرعية للخروج منها .. ألم يكن هناك من ورقة تدعو إلى توحيد الصف السلفي؟
>>الشيخ المهدي: الملتقى كان يقف أمام قضية الوحدة، والأوراق التي قُدمت وصلت إلى ثنتي عشرة ورقة عمل، وفيها ما يتعلق بمنهجية أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفتن، والفساد المالي والإداري، وتاريخ اليمن الموحد قبل الإسلام وبعده، والخطر الرافضي... لأن هذه البحوث لها علاقة قوية بقضية الوحدة وترسيخها من جوانب مختلفة لأن معرفة التاريخ اليمني يذكر بوحدته وأن الانقسام حصل في فترات ضعف بسبب الدويلات الهزيلة، والفساد المالي والإداري هو عامل ضعف لانهيار مقومات الدولة، وكذلك دخول أفكار دخيلة على البلد بلا شك أنها تمزقة كما هو حاصل في العراق.
> يرى بعض المراقبين أن قيام الحركة السلفية في اليمن بهذا الملتقى يعتبر تحولاً باتجاه العمل السياسي بعد أن كانوا يرون الابتعاد عن السياسة والقضايا التي تهم الوطن مكتفين بتدريس لعلوم الشرعية فكيف تعلقون على هذا؟!
>> الشيخ المهدي: هذا القول غير صحيح..فالسلفيون يُدّرسون فقه الإسلام بما فيه السياسة الشرعية بكل مسائلها وقضاياها كتنصيب الحاكم، وعزله، والتعامل مع الحاكم، ودفع المظالم والمفاسد التي هي جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..وغيرها.
أما إذا كان مفهوم السياسة مقصوراً على تأسيس حزب فهذا تضييق للعمل السياسي مع أن المستقلين كثير. أما التفرغ للتعليم فهو الأصل في أعمالنا ومؤسساتنا لأن المجالات الأخرى قد كفانا غيرنا.
> لماذا غاب سلفيو صعدة ومعبر عن هذا الملتقى؟
>>الشيخ المهدي: نعم هناك سلفيون كثير لم يحضروا ومنهم هؤلاء، وحتى أن بعض الناس كان يظن أن السلفيين هم الشيخ الحجوري والشيخ محمد الإمام ومحمد عبد الوهاب وهم رؤوس في الدعوة، ولا ريب. وتحت كل واحد عدد كثير لا يستهان به، ومن حضر في الملتقى هم جزء كبير من السلفيين. فإرجاؤنا دعوة أولئك لأنهم ينكرون مثل هذه اللقاءات.. والقضية لا يتعامل معها بالعواطف وإنما بالعقل. ولهم رأي في الجمعيات الخيرية يمنعهم من الحضور فلم نلح عليهم ولعل الله ينفع بهم في أمور أخرى.ٍ
> هل طُرحت عليكم في الملتقى مسألة تشكيل حزب سياسي سلفي؟
>>الشيخ المهدي: لا. هذا الملتقى هو موقف اتخذناه لبيان موقفنا أمام الوحدة اليمنية.
> هل دعيتم إلى المؤتمر التشاور الوطني الذي عُقد في صنعاء التابع للقاء المشترك؟ وما رأيكم فيه؟
>>الشيخ المهدي: لم أدع مؤخراً. ولكن دعاني شخصياً بعض الأخوة في حزب الإصلاح، ولكن قبل ثلاثة أشهر لست مقتنعاً بدور اللقاء المشترك في قضية الجنوب من أول بيان صدر لهم. وطلبت من الشيخ الذي زارني أن يعطيني أدبيات وبرنامج اللقاء المشترك فأعطاني فما وجدت العناية مطالبة الدولة الحكم بالشريعة الإسلامية، ولا مواجهة الأفكار الخطيرة الوافدة التي تنتشر تحت المنظمات المشبوهة على مرأى ومسمع ولا وجوب الحفاظ على الوحدة وانما وجدت صراع المناصب والمصالح.
ونحن نرى أن الخلاف بين المؤتمر والإصلاح طبيعي لكن لا يجوز التنازل عن مصالح البلد العليا مقابل المكايدات الحزبية.
> برأيك ما هو السبب الذي يقف خلف تجاهل الصحف الحكومية للملتقى السلفي في ظل ما يشاع عن علاقتكم الوطيدة مع النظام؟
>>الشيخ المهدي: هذا السؤال يطرح للإخوة في اللقاء المشترك، وصحيفة البلاغ وغيرهم ممن يرون بأن هذا الملتقى برعاية من النظام. لأن النظام بإعلامه وشخصياته لم يكن موجوداً في الملتقى، وإن حضر الوزير الهتار فهو ضيف ولم يكن مشاركاً بورقة عمل، وإنما ألقى كلمته وذهب.
والواقع أن الإعلام الرسمي غير مهتم بهذه الاجتماعات الكبيرة مع أنه يستجدي تصريحات الفنانين والفنانات تجاه الوحدة اليمنية كأبي بكر سالم بالفقيه وغيره. أما ملتقى يحضر فيه (800) عالم وداعية فهو لا يستحق الإشادة به. وليت شعري هل سيحافظ على الوحدة المغنون أم العلماء المربون؟!!
وتفسيري لهذا أن الإعلام المؤتمري كل ما سمعوا عن موقف يهتم بالدين والأخلاق حسبوه على الإصلاح، وكأن الدين مسؤولية حزب الإصلاح فقط، والواجب عليهم أن يكونوا سباقين إلى الخير وإن اختلفوا مع الإصلاح. لكن صحيفة الوطن اعتبرت لقاءنا وبياننا من صراع الفتاوى ما شاء الله. ويبدو ان الاعلام يسير وفق مذهب المسؤولين عنده لا حسب مصلحة البلاد والنظام.
> هل افهم من كلامك أن اللقاء لم يكن برعاية الرئيس ووزارة الأوقاف؟
>>الشيخ المهدي: نعم. لم يكن برعاية حكومية وهذا القولٍ إنما هو ضرب من الكهانة الصحفية، والتنجيم السياسي. وإنما هو برعاية جمعية الحكمة اليمانية. وإن كنا قد سعدنا بوجود الأخ العلامة حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد. ولا نرى حرجاً لو كان تحت رعاية رسمية طالما ونحن نقول ما نراه حقاً.
> هناك اكثر من صحيفة اكدت هذا الموضوع؟
>>الشيخ المهدي: لا يهمني هذا. ولو أن هذه الصحف أرسلت مندوبيها للحضور إلى الملتقى لما تكلمت بالغيب، وكان يكفيهم قراءة البيان الختامي ليرو هل جاء موافقاً لهوى أحد سواء المعارضة أم الحكومة؟ وهذا ما كنا نتوقعه منهم ولكن البيان حجة عليهم.
أما حضور القاضي الهتار فكان بناء على دعوة منا يوم الثلاثاء فألقى كلمته وذهب. ومثله الشيخ عبد المجيد الزنداني فهل يعني أن الملتقى تحت رعاية حزب الإصلاح؟ فمن حقنا أن ندعو من نشاء فنحن مستقلون لا نتبع أحدا.كما أنه لا عيب علينا أن يكون تحت رعاية رسمية ما دام ونحن نؤدي واجبنا دون إملاء من أحد. والمعارضة لا يحق لها أن تتحكم في حركاتنا وسكناتنا.
> ثمة من يرى أنكم تحاولون إشعال حرب طائفية مع الزيدية تحت مسمى مواجهة المد الرافضي؟
>>الشيخ المهدي: لعلك تقصد صحيفة البلاغ، فهي ليست المرة الأولى فلا يكاد يمر عليها حدث إلا وتفتري على السلفيين فيه، ويكفيك أنها تحاكم الناس إلى نواياهم،وتستعدي الدولة عليهم وهي مليئة بالعناوين المثيرة لفتن طائفية مثل(تحت رعاية رسمية الجماعات السلفية تدعو إلى حرب طائفية تحت مواجهة الخطر الرافضي) وآخر(اعدلوا بين أبنائكم يرحمكم الله) وفيه هجوم على السلفيين، وهكذا الهجوم على الشيخ محمد الإمام.. ولا يكاد يمر عدد إلا وفيه إثارة على السلفيين، ولو عثرت بغلة في العراق لحملوا مشكلتها السلفيين. وأما موضوع الرافضة فهو بحث من اثني عشر بحثاً لأنه جزء من مشكلة اليمن اليوم، والمشكلة أن بعض الزيدية يدافعون عن هذا الفكر مع أن الزيدية لا علاقة لهم به أصلاً. لكن صحيفة البلاغ تمارس الدفاع عنهم باسم الزيدية في الوقت الذي يكفرهم الرافضة كما في كتاب (النصب والنواصب لمحسن المعلم وهو معاصر) كيف أدل الزيدية من ضمن النواصب، وآل البيت والزيدية من اليوم أغلبهم من أبناء الحسن فهل يعلمون أن الرافضة لا يجيزون في أبناء الحسن الإمامة؟ بل يكفرونهم بشأنها. وأما بحث الرافضة فألقيته أنا وأخرجت الزيدية منه ودعوت الزيدية إلى الوقوف أمامه، ودعوت إلى الحوار بيننا وبين الزيدية. وبينما يتجاهلون صراعهم مع الرافضة وتكفير كل منهم للطرف الآخر..كما فعل الدكتور عبد الله الحوثي.. وهيهات أن ينكروه أو يتأولوه!! بينما يزعمون أن السلفيين يكفرونهم. وهم في آخر عدد من صحيفة البلاغ يقولون (الاضطهاد الديني لأبناء المذهب الزيدي) وهو تباكي عجيب فلو أنهم بكوا على ليلاهم وتركوا الناس وشأنهم لكان خيراً لهم. لكن ما العلاقة بين السلفيين ومشاكلهم. فهل يعلمون أن الرافضة التي ينكرون وجودهم في اليمن يمثلهم أحد أسرة هذه الصحيفة وهو أسعد الوزير وقد التقيت به في الحج في الموسم الماضي وسلمت عليه وهو ضمن البعثة الإيرانية. وأبناء العماد وعلي العماد الأب نفسه يدافع عن إيران بكل ما أوتي من علم وقد نشرت له صحيفة إيلاف في العدد الأخير مقالاً بأنها تدرس المذاهب الإسلامية في إيران بحرية أحسن من اليمن، وكأنه يريد أن يلغي الاضطهاد لأهل السنة في إيران بجرة قلم، وهذه الميليشيات التي ظهرت في العراق تدل على أنما يحدث داخل إيران أعظم بكثير، ونطلب من السيد العماد رعاه الله أن يراجع ابنيه عصام والحسن. أو أن يشفع لأهل السنة الذين يصلون إلى مئات الآلاف ببناء مسجد واحد في طهران ليقيموا جمعة واحدة غير جمعة إيران الرسمية التي تقام للتنديد والصخب والمظاهرات. فالعجيب هو حشر الزيدية في الرافضة فكل من تكلم في الرافضة كأنه تكلم عن الزيدية، وكأننا نجهل المذهب الزيدي بفقهه وعقائده الاعتزالية. وعندما ننقل كلام الرافضة من مؤلفاتهم وكتبهم ليس فيها مصدر واحد زيدي وهي واضحة لمن يقرأها. وأما مصادر الزيدية فهي واضحة. وأنا أحترم المذهب الزيدي في جوانب ومجالات. لكن آسف أن بعض المتكلمين باسم المذهب الزيدي يحشرون أنفسهم في الدفاع عن طامات الرافضة التي ما حملناها الزيدية. وإذا كانت الصحيفة تنكر أن هناك اثني عشرية فماذا يقولون في مواقعهم الذي تكلمت عن التواجد الشيعي في اليمن بأنهم: خمسة ملاييين زيدي(أقول: هم أكثر)، وتسعمائة ألف اسماعيلي(غير صحيح) وثلثمائة ألف اثنا عشري.. وهو باطل، بل هناك من يعترف بصراحة بأنه اثنا عشري ومرجعه في الفقه السيستاني وهو (حسين زيد رئيس حزب الحق في عدن وأبين) والأكوع في الجوف، وغيرهم. والعجيب أني قرأت لحسين الحوثي في بعض ملازمه وهو ينتقد الرافضة وأن لهم تأثيراً في اليمن. وإبراهيم الوزير نفسه يستعدي على السلفيين وأن الحوثيين ما قاموا في صعدة إلا لمواجهة السلفيين، وهو يستعدي على السلفيين في اعتقادهم رؤية الله في الجنة، وعلوه فوق عرشه كما أخبر عن نفسه... وهكذا. وحتى لما قُتِل رجل في البيضاء ألصقوا التهمة بالسلفيين. فنحن ليست لنا حتى صحيفة واحدة نستعديهم بها ولا بعشر ما يعملون. وزعم البلاغ أن محمداً المهدي هو رئيس الملتقى السلفي غير صحيح بل هو الشيخ عبد العزيز الدبعي، وقولها السلفيون التكفيريون الوهابيون تنابز بالألقاب لا يليق بآل البيت، وهو كلام لا أساس له.
> كيف تشخصون الازمة التي تمر بها البلاد في ظل الدعوات الانفصالية التي ينبعث منها رائحة التدخل الخارجي؟
>>الشيخ المهدي: برأيي أن المشاكل الجنوبية اليوم تختلف عن بدايتها لأنها قد تطورت إلى حد أنها تُدار من الخارج، وبدعوة بعضهم إلى الانفصال ، والبيانات في الداخل تتواطئ من ناحية، لعدم رفضها الصريح للانفعال وظهرت بعض التصرفات الفوضوية مثل قطع الطريق على المسافرين الذين لا ذنب لهم.
أما المطالبة بالحقوق والمظالم فهو مطلب صحيح لكن لا تتحول إلى هذه المشاكل وإن لم تلبي الدولة بالمطالب. ولو لم يكن هؤلاء مشجعين لما خرجوا، لأنهم أيام حكم الاشتراكي كان هناك ظلم أكبر من هذا ولم يخرجوا بالسلاح مثل اليوم، ولم يستطيعوا حتى مطالبة حقوقهم. لذلك نتخوف من التدخل الخارجي. وأقول: أن الدولة تتحمل جزءاً من الأخطاء ..لوجود بعض الظلمة. واسمح لي أن أوجه سؤالاً: لماذا في حرب 94م شاركت بعض الأحزاب في المعارضة وغنموا وحصل بعضهم على رتب عسكرية ومناصب حكومية واليوم صاروا ورعين إلى هذا الحد مع أنها كانت دعوة انفصال؟ ولو تكلموا عن محاسبة آثار تلك الفترة لكانوا هم أول من يدخل فيها. فلماذا اليوم يستعظمون الحساب في مواجهة الانفصال؟!
> الشيخ طارق الفضلي الذي انضم الى الحراك الجنوبي الأخير متهم أنه من السلفيين الجهاديين فما تعليقكم؟
>>الشيخ المهدي: لا أعرف طارق الفضلي، وكنت أسمع أنه من الجهاديين وله سوابق طيبة مع الوحدة وفي حرب الانفصال ، وقرأت عنه أنه الآن مدفوع. وقيل: له مطالب ومظالم ...ولكن لا أعرف خلفياته الفكرية والسياسية اليوم. لا أقول فيه ما ليس فيه بصراحة. وأرجو أن الله يبصرنا وإياه بعيوبنا.
> ما تعليقك على خطاب شريك الوحدة علي سالم؟!
>>الشيخ المهدي: كنت أتمنى أن يسكت، كما أني كنت متعجباً من صمته قبل ذلك. وأقول: صمت دهراً ونطق هجراً.
> كلمة أخيرة:
>>الشيخ المهدي: أشكر صحيفة الشموع على إتاحة هذه الفرصة، كما أدعو الأخوة الصحفيين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التحري حتى لا يصيبوا قوماً بجهالة فيصبحوا على فعلهم نادمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق